الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار» **
: وقسطنطين هذا: هو ابن قسطنش بن وليطنوش بن أرشميوش بن دقبون بن كلوديش بن عايش بن كتبيان اعسب الأعظم الملقب قيصر وهو أول من ثبت دين النصرانية وأمر بقطع الأوثان وهدم هياكلها وبنيان البيع وآمن من الملوك بالمسيح وكانت أمه هيلانة من مدينة الرها فنشأ بها مع أمه وتعلم العلوم ولم يزل في غاية من الظفر والسعادة معانًا منصورًا على كل من حاربه وكان في أول أمره على دين المجوس شديدًا على النصارى ماقتًا لدينهم وكان سبب رجوعه عن ذلك إلى دين النصرانية أنه ابتلي بجذام ظهر عليه فاغتم لذلك غمًا شديدًا وجمع الحذاق من الأطباء فاتفقوا على أدوية دبروها له وأوجبوا أن يستنقع بعد أخذ تلك الأدوية في صهريج مملوء من دماء أطفال رضع ساعة يسيل منهم فتقدم أمره بجمع جملة من أطفال الناس وأمر بذبحهم في صهريج ليستنقع في دمائهم وهي طرية فجمعت الأطفال لذلك وبرز ليمضي فيهم ما تقدم به من ذبحهم فسمع ضجيج النساء اللاتي أخذ أولادهن فرحمهن وأمر بدفع لكل واحدة ابنها وقال: احتمال علتي أولى بي وأوجب من هلاك هذه العدة العظيمة من البشر فانصرف النساء بأولادهن وقد سررن سرورًا كثيرًا فلما صار من الليل إلى مضجعه رأى في منامه شيخًا يقول له: إنك رحمت الأطفال وأمهاتهم ورأيت احتمال علتك أولى من ذبحهم فقد رحمك الله ووهبك السلامة من علتك فابعث إلى رجل من أهل الإيمان يدعى: شلبشقر قد فر خوفًا منك وقف عندما يأمرك به والتزم ما يخصك عليه تتم لك العافية فانتبه مذعورًا بعث في طلب شلبشقر الأسقف فأتي به إليه وهو يظن أنه يريد قتله لما عهده من غلظته على النصارى ومقته لدينهم فعندما رآه تلقاه بالبشر وأعلمه بما رآه في منامه قفص عليه دين النصرانية وكانت له معه أخبار طويلة مذكورة عندهم فبعث قسطنطين في جمع الأساقفة المنفيين والمسيرين والتزام دين النصرانية وشفاه الله من الجذام فأيد الديانة أعلن بالإيمان بدين المسيح وبينا هو في ذلك إذ توقع وثوب أهل رومة عليه وإيقاعهم به فخرج عنها وبنى مدينة قسطنطينية بنيانًا جليلًا فعرفت به وسكنها فصارت موضع تخت الملك من عهده وقد كان النصارى من لدن زمان بيرون الملك الذي قبل الحواريين ومن بعده ممن ملك رومة في كل وقت يقتلون ويحبسون ويشردون بالنفي وفلما سكن قسطنطين مدينة قسطنطينية جمع إلى نفسه أهل المسيح وقوى وجوههم وأذل عباد الأوثان فشق ذلك على أهل رومة وخلعوا طاعته وقدموا عليهم ملكًا فأهمه ذلك ومرت له معهم عدة أخبار مذكورة في تاريخ رومة ثم إنه خرج من قسطنطينية يريد رومة وقد استعدوا لحربه فلما قاربهم أذعنوا له والتزموا طاعته فدخلها فأقام إلى أن رجع لحرب الفرس وخرج إليهم فقهرهم ودانت له أكثر ممالك الدنيا فلما كان في عشرين منة من دولته خرجت الفرس على بعض أطرافه فغزاهم وأخرجهم عن بلاده ورأى في منامه كأن بنودًا شبه الصليب قد رفعت وقائلًا يقول له: إن أردت أن تظفر بمن خالفك فاجعل هذه العلامات على جميع بركك وسكك فما انتبه أمر بتجهيز أمه هيلانة إلى بيت المقدس في طلب آثار المسيح عليه السلام وبناء الكنائس وإقامة شعائر النصرانية فسارت إلى بيت المقدس وبنت الكنائس فيقال: إن الأسقف مقاريوس دلها على الخشبة التي زعموا أن المسيح صلب عليها وقد قص عليها ما عمل به اليهود فحفرت فإذا قبر وثلاث خشبات على شكل الصليب فزعموا أنهم ألقوا الثلاث خشبات على ميت واحدة بعد واحدة فقام حيًا عندما وضعت عليه الخشبة الثالثة منها فاتخذوا ذلك اليوم عيدًا وسموه: عيد الصليب وكان في اليوم الرابع عشر من أيلول والسابع عشر من توت وذلك بعد ولادة المسيح بثلثمائة وثمان وعشرين سنة وجعلت هيلانة لخشبات الصليب غلافًا من ذهب وبنت كنيسة القيامة ببيت المقدس على قبر المسيح بزعمهم وكانت لها مع اليهود أخبار كثيرة قد ذكرت عندهم ثم انصرفت بالصليب معها إلى ابنها وما زال قسطنطين على ممالك الروم إلى أن مات بعد أربع وعشرين سنة من ولايته فقام من بعده بممالك الروم ابنه قسطنطين الأصغر وقد كان لعيد الصليب بمصر موسم عظيم يخرج الناس فيه إلى بني وائل بظاهر فسطاط مصر ويتظاهرون في ذلك اليوم بالمنكرات من أنواع المحرمات ويمر لهم فيه ما يتجاوز الحد فلما قدمت الدولة الفاطمية إلى ديار مصر وبنوا القاهرة واستوطنوها وكانت خلافة أمير المؤمنين العزيز بالله أمر في رابع شهر رجب في سنة إحدى وثمانين وثلثمائة وهو يوم الصليب فمنع الناس من الخروج إلى بني وائل وضبط الطرق والدروب ثم لما كان عيد الصليب في اليوم الرابع عشر من شهر رجب سنة اثنتين وثمانين وثلثمائة خرج الناس فيه إلى بني وائل وجروا على عادتهم في الاجتماع واللهو وفي صفر سنة اثنتين وأربعمائة قرئ في سابعه سجل بالجامع العتيق وفي الطرقات كتب عن الحاكم بأمر الله يشتمل على منع النصارى من الاجتماع على عمل عيد الصليب وأن لا يظهروا بزينتهم فيه ولا يقربوا كنائسهم وأن يمنعوا منها ثم بطل ذلك حتى لم يكد يعرف اليوم بديار مصر البتة. النيروز: هو أول السنة القبطية بمصر وهو أول يوم من توت وسنتهم فيه إشعال النيران والتراش بالماء وكان من مواسم لهم المصريين قديمًا وحديثًا. قال ابن وهب: بردت النار في الليلة التي ألقي فيها إبراهيم وفي صبيحتها على الأرض كلها فلم ينتفع بها أحد في الدنيا تلك الليلة وذلك الصباح فمن أجل ذلك بات الناس على النار في تلك الليلة التي رمي فيها إبراهيم عليه السلام ووثبوا عليها وتبخروا بها وسموا تلك الليلة: نيروزًا والنيروز في اللسان السرياني: العيد. وسئل ابن عباس عن النيروز لم اتخذوه عيدًا فقال: إنه أول السنة المستأنفة وآخر السنة المنقطة فكانوا يستحبون أن يقدموا فيه على ملوكهم بالطرف والهدايا فاتخذته الأعاجم سنة. قال الحافظ أبو القاسم علي بن عساكر في تاريخ دمشق من طريق ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن فرعون لما قال للملأ من قومه: إن هذا الساحر عليم قالوا له: ابعث إلى السحرة فقال فرعون لموسى: يا موسى اجعل بيننا وبينك موعدًا لا نخلفه نحن ولا أنت فتجتمع أنت وهارون وتجتمع السحرة فقال موسى: موعدكم يوم الزينة قال: ووافق ذلك يوم السبت في أول يوم من السنة وهو يوم النيروز وفي رواية: أن السحرة قالوا لفرعون: أيها الملك واعد الرجل فقال: قد واعدته يوم الزينة وهو عيدكم الأكبر ووافق ذلك يوم السبت فخرج الناس لذلك اليوم قال: والنوروز أول سنة الفرس هو الرابع عشر من آذار وفي شهر برمهات ويقال: أول من أحدثه جمشيد من ملوك الفرس وإنه ملك الأقاليم السبعة فلما كمل ملكه ولم يبق له عدو اتخذ ذلك اليوم عيدًا وسماه نوروزًا في اليوم الجديد وقيل: إن سليمان بن داود عليهما السلام أول من وضعه في اليوم الذي رجع إليه فيه خاتمه وقيل: هو اليوم الذي شفي فيه أيوب عليه السلام وقال الله سبحانه وتعالى له: " وقد روي: أن الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف قوم من بني إسرائيل فروا من الطاعون وقيل: أمروا بالجهاد فخافوا الموت بالقتل في الجهاد فخرجوا من ديارهم فرارًا من ذلك فأماتهم الله ليعرفهم أنه لا ينجيهم من الموت شيء ثم أحياهم على يد حزقيل أحد أنبياء بنى إسرائيل في خبر طويل قد ذكره أهل التفسير. وقال علي بن حمزة الأصفهاني في كتاب أعياد الفرس: إن أول من اتخذ النيروز جشميد ويقال: جمشاد أحد ملوك الفرس الأول ومعنى النوروز اليوم الجديد والنوروز عند الفرس يكون يوما الاعتدال الربيعي كما أن المهرجان أول الاعتدال الخريفي ويزعمون أن النوروز أقدم من المهرجان فيقولون: إن المهرجان كان في أيام أفريدون وإنه أول من عمله لما قتل الضحاك وهو بيوراست فجعل يوم قتله عيدًا سماه المهرجان وكان حدوثه بعد النوروز بألفي سنة وعشرين سنة. وقال ابن وصيف شاه في ذكر مناوش بن منقاوش أحد ملوك القبط في الدهر القديم: وهو أول من عمل النوروز بمصر فكانوا يقيمون سبعة أيام يأكلون ويشربون إكرامًا للكواكب. وقال ابن رضوان: ولما كان النيل هو السبب الأعظم في عمارة أرض مصر رأى المصريون القدماء وخاصة الذين كانوا في عهد قلديانوس الملك أن يجعلوا أول السنة في أول الخريف عن استكمال النيل الحاجة في الأمر الأكثر فجعلوا أول شهورهم توت ثم بابه ثم هاتور وعلى هذا الولاء بحسب المشهور من ترتيب هذه الشهور. وقال ابن زولاق: وفي هذه السنة يعني سنة ثلاث وستين وثلثمائة منع أمير المؤمنين المعز لدين الله من وقود النيران ليلة النوروز في السكك ومن صب الماس يوم النوروز. وقال: في سنة أربع وستين وفي يوم النوروز زاد اللعب بالماء ووقود النيران وطاف أهل الأسواق عملوا فيه وخرجوا إلى القاهرة بلعبهم ولعبوا ثلاثة أيام وأظهروا السماجات والحلي في الأسواق ثم أمر المعز بالنداء بالكف وأن لا توقد نار ولا يصب ماء وأخذ قوم فحبسوا وأخذ قوم فطيف بهم على الجمال. وقال ابن المأمون في تاريخه: وحل موسم النوروز في اليوم التاسع من رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة ووصلت الكسوة المختصة بالنوروز من الطراز وثغر الإسكندرية مع ما يتبعها من الآلات المذهبة والحريري والسوادج وأطلق جميع ما هو مستقر من الكسوات الرجالية والنسائية والعين والورق وجميع الأصناف المختصة بالموسم على اختلافها بتفصيلها وأسماء أربابها وأصناف النوروز البطيخ والرمان وعناقيد الموز وأفراد البسر وأقفاص التمر القوصي وأقفاص السفرجل وبكل الهريسة المعمولة من لحم الدجاج ومن لحم الضأن ومن لحم البقر من كل لون بكلة مع حبرير مارق قال: وأحضر الدفتر الحسابات بما جرت به العادة من إطلاق العين والورق والكسوات على اختلافها في يوم النوروز وغير ذلك من جميع الأصناف وهو أربعة آلاف دينار ذهبًا خمسة عشر ألف دهم فضة والكسوات عدة كثيرة من شقق ديبقية مذهبات وحريريات ومعاجر وعصائب نسائيات ملونات وسقولاد مذهب وحريري ومسفع وفوط ديبقية حريرية فأما العين والورق والكسوات فذلك لا يخرج عمن تحوزه القصور ودار الوزارة والشيوخ والأصحاب والحواشي والمستخدمين ورؤساء العشاريات وبحاريها ولم يكن لأحد من الأمراء على اختلاف درجاتهم في ذلك نصيب. وأما الأصناف من البطيخ والرمان والبسر والموز والسفرجل والعناب والهرائس على اختلافها فيشمل ذلك جميع من تقدم ذكرهم ويشركهم فيه جميع الأمراء أرباب الأطواق والإنصاف وغيرهم من الأماثل والأعيان من له جاه ورسم في الدولة. وقال القاضي الفاضل في متجددات سنة أربع وثمانين وخمسمائة يوم الثلاثاء رابع عشر رجب يوم النوروز القبطي وهو مستهل توت وتوت أول سنتهم وقد كان بمصر في الأيام الماضية والدولة الخالية من مواسم بطالاتهم ومواقيت ضلالاتهم فكانت المنكرات ظاهرة فيه والفواحش صريحة فيه ويركب فيه أمير موسوم بأميرالنوروز ومعه جمع كثير ويتسلط على الناس في طلب رسم رتبه ويرسم على دور الأكابر بالجمل الكبار ويكتب مناشير ويندب مرسمين كل ذلك يخرج مخرج الطير ويقنع بالميسور من الهبات ويجتمع المغنون والفاسقات تحت قصر اللؤلؤ بحيث يشاهدهم الخليفة وبأيديهم الملاهي وترتفع الأصوات ويشرب الخمر والمزر شربًا ظاهرًا بينهم وفي الطرقات ويتراش الناس بالماء وبالماء والخمر وبالماء ممزوجًا بالأقذار وإن غلط مستور وخرج من بيته لقيه من يرشه ويفسد ثيابه ويستخف بحرمته فإما أن يفدي نفسه وإما أن يفضح ولم يجر الحال على هذا ولكن قد رش الماء في الحارات وقد أحيى المنكرات في الدور أرباب الخسارات. وقال في متجددات سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة: وجرى الأمر في النوروز على العادة من رش الماء واستجد فيه هذا العام التراجم بالبيض والتصافع بالأنطاع وانقطع الناس عن التصرف ومن ظفر به في الطريق رش بمياه نجسة وخرق به وما زال يوم النوروز يعمل فيه ما ذكر من التراش بالماء والتصافع بالجلود وغيرها إلى أن كانت أعوام بضع وثمانين وسبعمائة وأمر الدولة بديار مصر وتدبيرها إلى الأمير الكبير برقوق قبل أن يجلس على سرير الملك ويتسمى بالسلطان فمنع من لعب النوروز وهدد من لعبه بالعقوبة فانكف الناس عن اللعب في القاهرة وصاروا يعملون شيئًا من ذلك في الخلجان والبرك ونحوها من مواضع التنزه بعدما كانت أسواق القاهرة تتعطل في يوم النوروز من البيع والشراء ويتعاطى الناس فيه من اللهو واللعب ما يخرجون عن حد الحياء والحشمة إلى الغاية من الفجور والعهور وقلما انقضى يوم نوروز إلا وقتل فيه قتيل أو أكثر ولم يبق الآن للناس من الفراغ ما يقتضي ذلك ولا من الرفه والبطر ما يوجب لهم عمله وما أحسن قول بعضهم: كيف ابتهاجك بالنوروز يا سكني وكل ما فيه يحكيني وأحكيه فتارة كلهيب النار في كبدي وتارة كتوالي دمعتي فيه وقال آخر: نوروز الناس ونورزت ولكن بدموعي وقال آخر: ولما أتى النوروز يا غاية المنى وأنت على الأعراض والهجر والصد بعثت بنار الشوق ليلًا إلى الحشا فنورزت صبحًا بالدموع على الخد ما يوافق أيام الشهور القبطية من الأعمال في الزراعات وزيادة النيل وغير ذلك على ما نقله أهل مصر عن قدمائهم واعتمدوا عليه في أمورهم اعلم: أن المصريين القدماء اعتمدوا في تاريخهم السنة الشمسية كما تقدم ذكره ليصير الزمان محفوظًا وأعمالهم واقعة في أوقات معلومة من كل سنة لا يتغير وقت عمل من أعمالهم بتقديم ولا تأخير البتة. توت: بالقبطي هو أيلول وكانت عادة مصر مذ عهد فراعنتها في استخراج خراجها وجباية أموالها إنه لا يستتم استيفاء الخراج من أهلها إلا عند تمام الماء وافتراشه على سائر أرضها ويقع إتمامه في شهر توت فإذا كان كذلك وربما كانت زيادة عن ذلك أطلق الماء في جميع نواحيها من ترعها ثم لا يزال يترجح في الزيادة والنقصان حتى يفرغ توت وفي أول يكون يوم النوروز ورابعه أول أيلول وسابعه يلقط الزيتون وثاني عشره يطلع الفجر بالصرفة وسابع عشره عيد الصليب فيشرط البلسان ويستخرج دهنه ويفتح ما يتأخر من الأبحر والترع وترتب المدامسة لحفظ الجسور وفي ثامن عشره تنقل الشمس إلى برج الميزان فيدخل فصل الخريف وفي خامس عشريه يطلع الفجر بالعوا ويكبر صغار السمك وفي هذا الشهر يعم ماء النيل أراضي مصر وفيه تسجل النواحي وتسترفع السجلات والقوانين وتطلق التقاوي من الغلال لتخضير الأراضي وفيه يدرك الرمان والبسر والرطب والزيتون والقطن والسفرجل وفيه يكون هبوب ريح الشمال أقوى من هبوب ريح الجنوب وهبوب الصبا أقوى من الدبور وكان قدماء المصريين لا ينصبون فيه أساسًا وفيه يكثر بمصر العنب الشتوي وتبذر المحمضات. بابه: في أوله يحصد الأرز ويزرع الفول والبرسيم وسائر الحبوب التي لا تشق لها الأرض وفي رابعه أول تشرين الأول وفي ثامنه طلوع الفجر بالسماك وهو نهاية زيادة النيل وابتداء نقصه وقد لا يتم الماء فيه فيعجز بعض الأرض عن أن يركبها الماء فيكون من ذلك نقص الخراج عن الكمال وفي تاسعه يكون مجيء الكراكي إلى أرض مصر وفي عاشره يزرع الكتان وفي ثاني عشره يكون ابتداء شق الأرض بصعيد مصر لبذر القمح والشعير وفي ثامن عشره تنقل الشمس إلى برج العقرب ويقطع الخشب وفي تاسع عشره يكون ابتداء نقص ماء النيل ويكثر البعوض وفي حادي عشريه يطلع الفجر بالغفر. وفي هذا الشهر تصرف المياه عن الأراضي ويخرج المزارعون لتخضير الأراضي فيبدأون ببذر زراعة القرط ثم بزراعة الغلة البدرية أولًا فأولًا وفيه يستخرج دهن الآس ودهن النيلوفر ويدرك التمر والزبيب والسمسم والقلقاس فيه يكثر صغار السمك ويقل كباره ويسمن الراي والأبرميس من السمك خاصة وتستحكم حلاوة الرمان ويكون فيه أطيب منه في سائر الشهور التي يكون فيها ويضع الضأن والمعز والبقر الخيسية وفيه يملح السمك المعروف بالبوري ويهزل الضأن والمعز والبقر ولا تطيب لحومها وتدر المحمضات وفيه يجب كتابة التذاكر بالأعمال القوصية وفيه يغرس المنثور ويزرع السلجم. هاتور: في خامسه يكون أول تشرين الثاني ويطلع الفجر بالزبانا في رابعه وفي سادسه يزرع الخشخاش وفي سابعه يصرف ماء النيل عن أراضي الكتان ويبذر في النصف منه وبعد تمام شهر يسبخ وفي ثامنه أوان المطر الموسمي وفي حادي عشره تهب ريح الجنوب وفي خامس عشره تبرد المياه بمصر وفي سابع عشره يطلع الفجر بالإكليل وفي ثامن عشره تحل الشمس برج القوس وفي تاسع عشره يغلق البحر الملح وفي سابع عشريه تهب الرياح اللواقح. وفي هذا الشهر يلبس أهل مصر الصوف من سابعه وفيه يكسر ما يحتاج إليه من قصب السكر برسم المعاصر وبراح الغلة في جميع ما يحتاج إليه فيها ويهتم بعلف أبقارها وجمالها بعد بيع شارفها وعاجزها والتعويض عنه بغيره وأفراد الأتبان برسم وقود القنود وترتيب القوامصة لعمل الأباليح والقواديس والأمطار برسم القنود والأعسال وفيه يدرك البنفسج والنيلوفر والمنثور ومن البقولات الإسباناخ والبلسان واختار قدماء المصريين في هاتور نصب الأساسات وزرع القمح وأطيب حملان السنة حمله وفيه يكثر العنب الذي كان يحمل من قوص. كهيك: أوله الأربعينات بمصر ويدخل الطير وكره وفي سادسه بشارة مريم بحمل عيسى عليهما السلام وفي سابعه أول كانون الأول وفي عاشره آخر الليالي البلق وأولها أول هاتور وفي حادي عشره أول الليالي السود ويدخل النمل الأحجرة وفي ثالث عشره يطلع الفجر بالشولة وتظهر البراغيث ويسخن باطن الأرض وفي سادس عشره يسقط ورق الشجر وفي سابع عشرة تنقل الشمس إلى برج الجدي فيدخل فصل الشتاء ويزرع الهليون في حادي عشريه يكون آخر الليالي البلق وفي ثاني عشريه عيد البشارة وفي ثالث عشريه تزرع الحلبة والترمس وفي سادس عشريه يطلع الفجر بالنعائم وفي ثامن عشريه يبيض النعام وفي تاسع عشريه الميلاد. وفي هذا الشهر يزرع الخيار بعد إغراق أرضه وفيه يتكامل بذر القمح والشعير والبرسيم الحراثي وفيه يستخرج خراج البرسيم بدار الوجه القبلي وفيه ترتب حراس الطير وفيه كسر قصر السكر واعتصاره واستخدام الطباخين لطبخ القنود وفيه يكون إدراك النرجس والمحمضات والفول الأخضر والكرنب والجزر والكراث الأبيض واللفت وفيه يقل هبوب ريح الشمال ويكثر هبوب ريح الجنوب وفيه يجود الجدا ويكون أطيب منها في جميع الشهور التي يكون فيها وفيه نزرع أكثر حبوب الحرث ولا يزرع بعده في شيء من أرض مصر غير السمسم والمقاثي والقطن. طوبه: في ثالثه ابتداء زراعة الحمص والجلبان والعدس وفي سادسه أول كانون الثاني وفي تاسعه يطلع الفجر بالبلد وعاشره صوم الغطاس وحادي عشره الغطاس وفي ثاني عشره يشتد البرد وفي رابع عشره يرتفع الوباء بمصر ويغرس النخل وفي سابع عشره تحل الشمس أول برج الدلو ويكثر الندى ويكون ابتداء غرس الأشجار وفي العشرين منه يكون آخر الليالي السود وحادي عشريه الليالي البلق الثانية وفي ثاني عشريه يطلع الفجر بسعد الذابح. وفي ثالث عشريه تهب الرياح الباردة وفي رابع عشريه تفرخ جوارح الطير وفي خامس عشريه يكون نتاج الإبل المحمودة وفي سابع عشريه يصفو ماء النيل وفي ثامن عشريه يتكامل إدراك القرط. وفي هذا الشهر تقلم الكروم وينظف زرع الغلة من اللبسان وغيره وينظف زرع الكتان من الفجل وغيره وفيه تبرش ا لأراضي أول سكة برسم الصيافي والمقاثي والقطن والسمسم وينتهي برشها في أول أمشير وفيه تسقى أرض القلقاس والقصب وتشق الجسور في آخره وفيه تستخرج أراضي الخرس ويكسر القصب الراس بعد إفراز ما يحتاج إليه من الزريعة وهو لكل فان طين قيراط طيب قصب راس وفيه يهتم بعمارة السواقي وحفر الآبار وابتياع الأبقار وفيه يظهر اللوز الأخضر والنبق والهليون وفيه أيضًا يكون هبوب ريح الجنوب أكثر من هبوب الشمال وهبوب الصبا أكثر من هبوب الدبور وفيه يكون الباقلا الأخضر والجزر أطيب منهما في غيره وفيه يتناهي ماء النيل في صفائه ويخزن فلا يتغير في أوانيه ولو طال لبثه فيها وفيه تطيب لحوم الضأن أطيب منها في سائر الشهور وفيه تربط الخيول والبغال على القرط من أجل ربيعها و بطوبه يطالب الناس بافتتاح الخراج ومحاسبة المتقبلين على الثمن من السجلات من جميع ما بأيديهم من المحلول والمعقود. أمشير: في أوله تختلف الرياح وفي خامسه يطلع الفجر بسعد بلع وفي سادسه يكون أول شباط وفي تاسعه يجري الماء في العود وحادي عشره أول جمرة باردة وسادس عشره تحل الشمس بأول برج الحوت وفي سابع عشره يخرج النمل من الأحجرة وفي ثامن عشره يطلع الفجر بسعد السعود وفي العشرين منه ثاني جمرة فاترة وفي ثالث عشريه تقلم الكروم وخامس عشريه يفرخ النحل وسابع عشريه ثالث جمرة حامية ويورق الشجر وهو آخر غرسها وفي آخره يكون آخر الليالي البلق. وفي هذا الشهر يقلع السلجم ويستخرج خراجه وفيه يثنى برش الصيافي وتبرش أيضًا ثالث سكة وفيه يعمل مقاطع الجسور وتمسح الأراضي ويرقد البيض في المعامل أربعة أشهر آخرها بشنس وفيه يكون ريح الشمال أكثر الرياح هبوبًا وفيه ينبغي أن تعمل أواني الخزف للماء لتستعمل فيه طول السنة فإن ما عمل فيه من أواني الخزف يبرد الماء في الصف أكثر من تبريد ما يعمل في غيره من الشهور وفيه يتكامل غرس الشجر وتقليم الكروم وفيه يدرك النبق واللوز الأخضر ويكثر البنفسج والمنثور. ويقال: أمشير يقول للزرع سير ويلحق بالطويل القصير وفيه يقل البرد ويهب الهواء الذي فيه سخونة ما وفي أمشير يؤخذ الناس فيه بإتمام ربع الخراج من السجلات. برمهات: أول يوم منه يطلع الفجر بالأخبية وفي خامسه يحضن دود القز وسادسه يزرع السمسم وثاني عشره يقلع الكتان ورابع عشره يكون أول الأعجاز ويطلع الفجر بالفرغ المقدم وفي سادس عشره تفتح الحيات أعينها وفي سابع عشره تنقل الشمس إلى برج الحمل وهو أول فصل الربيع ورأس سنة الجند ورأس سنة العالم وفي العشرين منه يكون آخر الإعجاز وثاني عشريه نتاج الخيل المحمودة وثالث عشريه ويظهر الذباب الأزرق وخامس عشريه تظهر هوام الأرض وسابع عشريه يطلع الفجر بالفرغ المؤخر وفي آخره يتفرق السحاب. وفي هذا الشهر تجري المراكب السفرية في البحر الملح إلى ديار مصر من المغرب والروم ويهتم فيه بتجريد الأجناد إلى الثغور كالإسكندرية ودمياط وتنيس ورشيد وفيه كانت تجهز الأساطيل ومراكب الشواني لحفظ الثغور وفيه زرع المقاثي والصيفي ويدرك الفول والعدس ويقلع الكتان وتزرع أقصاب السكر في الأرض المبروشة المحتارة لذلك البعيدة العهد عن الزراعة ويأخذ المقشرون في تنظيف الأرض المزروعة من القش في وقت الزراعة ويأخذ القطاعون في قطع الزريعة ويأخذ المزارعون في رمي قطع القصب وفيه يؤخذ في تحصيل النطرون وحمله من وادي هبيت إلى الشونة السلطانية وفيه يكون ريح الشمال أكثر الرياح هبوبًا وفيه تزهر الأشجار وينعقد أكثر ثمارها وفيه يكون اللبن الرائب أطيب منه في جميع الشهور التي يعمل فيها وفي برمهات يطالب الناس بالربع الثاني والثمن من الخراج. برموده: في سادسه أول نيسان وفي عاشره يطلع الفجر بالرشاء وفي ثاني عشره يقلع الفجل وفي سابع عشره تحل الشمس أول برج الثور وفي ثالث عشريه يطلع الفجر بالشرطين وهو رأس الحمل وأول منازل القمر وفيه ابتداء كسار الفول وحصاد القمح وهو ختام الزرع.
|